لقد أصبحت الأوضاع التي تعيشها الأقليات المسلمة شديدة التعقيد والتفاصيل، وتختلف في تفاصيلها من بلد إلى بلد، بل نستطيع أن نقول إن واقع الأقليات المسلمة في العالم هو التطبيق العملي للقاعدة الفقهية الشهيرة بأن الأحكام تتغير بتغير المكان والزمان والأحوال والأشخاص، وهذا كله يحتاج إلى عناية بالغة من علماء الأمة وخاصة من يشتغل منهم بالشأن الإفتائي.
والواقع البحثي يشهد خلوَّ الساحة العلمية المهتمة بقضايا الأقليات من مساحة جامعة للمهتمين والمشتغلين بشأن الأقليات المسلمة؛ مما يُشعِر بخطر احتمال التشرذم والفرقة حول قضايا الأقليات المسلمة التي تزيد من صعوبة تعايش هذه الأقليات واندماجهم في بلدانهم، وستظل مسألة بقاء المسلمة بعد إسلامها تحت غير المسلم أوضح شاهد على الاختلاف الشديد حول قضايا الأقليات حيث شهدت هذه المسألة جدلًا شديدًا تسبب في اضطراب عنيف للمسلمات في هذه الأقليات.
ولذا نرى أن نعمل على إنشاء ملتقًى يجمع الباحثين والدارسين من مختلف التخصصات التي تتعلق بشؤون الأقليات المسلمة، وأن تعقد حلقات نقاشية حول هذه الشؤون وأن تخرج بورقة عمل رصينة تتعلق بضبط التعامل مع كل قضية من قضايا الأقليات.
كما تعقد جلسات وحلقات هذا الملتقى في شكل ندوات دورية يشارك فيها الباحثون وأبناء الأقليات في شكل تفاعلي بنَّاء.