لا يخلو مجتمع من المجتمعات المسلمة من الاحتياج للمرجعية الشرعية التي تعمل على ترسيخ الاستقرار في المجتمع من خلال نشر الأحكام الشرعية على نحو منضبط يتسم بالوسطية والاعتدال.
تمر الأمة الإسلامية بأوضاع مستجدة تُمثِّل تحديًا يفرض عليها ضرورة التماسك والوقوف أمام دعاة الفوضى الذين يكرسون بفتاواهم لتقويض المجتمعات، ولأجل الاضطلاع بتلك المهمة الشرعية مهمة المرجعية وبيان الأحكام الشرعية؛ كان من أهم الواجبات على كل مجتمع تأسيس دار للإفتاء تقوم ببيان الأحكام الشرعية بشكل منضبط خال من التساهل والتشدد.
ومن المنتظر أن تشتمل هذه المبادرة على بيان تفصيلي لكيفية تأسيس دار الإفتاء منذ التفكير في إنشائها وبيان كيفية وضع الرؤية والرسالة لهذه الدار الناشئة بما يتوافق مع الرؤية والأهداف الإستراتيجية للدول التي تنشئها، مرورًا بتحويل هذه الرؤية إلى مهام ووظائف وعمليات ثم هندسة الهيكل الوظيفي المنفذ لهذه الرؤية، ووضع المعايير الدقيقة لاختيار منفذي هذه المهام والعمليات وخاصة القائمين بالمهام الإفتائية الذين هم محور هذه الدار، مع اهتمام بالغ ببيان كيفية تأهيل الكوادر الإفتائية.
وتسعى هذه المبادرة لوضع تصور تفصيلي لكيفية تنفيذ العمليات الإفتائية ومتابعتها بشكل مؤسسي مستفيدة من الخبرات السابقة في هذا الميدان.