في ظل ما يمر به العالم من موجات شديدة التغير لم تحدث في سابق تاريخه من قبل، من اجتياح موجات التطرف بصوره المختلفة للعالم شرقًا وغربًا، وكان أحد مظاهره تلك التنظيمات التي انتسبت زورًا وبهتانًا للإسلام وروَّجت للعنف باسم الدين وصولًا لمصالحها وأهدافها، وكان من مظاهره أيضًا جرائم الكراهية والاعتداء على المسلمين في شتى بقاع الأرض في تنامٍ غير مسبوق لظاهرة الإسلاموفوبيا.
ومن ثم؛ فقد تعاظم دور الجاليات المسلمة في البلاد ذات الأغلبية غير المسلمة حتى صاروا سفراء للإسلام في بلدان العالم المختلفة، مهمتهم نقل الصورة وإزالة التراب عن الوجه الصحيح للدين الحنيف.
وقيامًا بالواجب الذي يمليه علينا ديننا من بيانه والمبادرة إلى الدعوة إليه وتصحيح الصور المغلوطة عنه وعن رموزه ومبادئه والحفاظ على صورة الدين أَنْ يتخطفها التطرف من أي جانب، وقيامًا بالدور الريادي والمسئولية التاريخية التي التزمت بها الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم؛ سعت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إلى إصدار إعلان من القاهرة بلد الحضارات التاريخية والأزهر الشريف الوثيقة الأولى لمبادئ التعاون والتعايش للجاليات المسلمة في بلدان العالم؛ لتمثل مرجعًا للإفتاء والعمل ولتنظم العلاقة بين المسلمين بعضهم البعض وكذلك بينهم وبين غيرهم داخل الجاليات المسلمة حول العالم.
واهتم الإعلان بإرساء مبادئ تتعلق بمفاهيم مثل: التعايش الفعال، والإخوة الإنسانية، واحترام الاختلاف، والحفاظ على الحريات، واحترام الدساتير والقوانين وسيادتها، ونبذ الكراهية، وإدارة التطرف.
ومن المنتظر أن تشتمل المبادرة على جملة إجراءات ستقوم بها دار الإفتاء المصرية من خلال الأمانة العامة لتفعيل العمل بهذا الإعلان على أوسع نطاق عالمي.
نص إعلان القاهرة